المسكوكات الإسلامية ومراحل تطورها

بسم الله الرحمن الرحيم
(المسكوكات الإسلامية ومراحل تطورها )
المحتويات ...
- توطئة
- السكة قبل الأسلام : الدينار البيزنطى - الفلس البيزنطي - الدرهم الساساني
- السكة فى صدر الأسلام :
أ - عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وخليفته أبو بكر الصديق رضى الله عنه.
ب - عهد عمر بن الخطاب , عثمان بن عفان , وعلى بن أبي طالب رضى الله عنهم.
- السكة فى العصر الأموي :
أ - عهد معاوية بن أبي سفيان .
ب- عهد يزيد بن معاوية , ومعاوية بن يزيد , ومروان بن الحكم.
ج - عهد عبدالملك بن مروان .
أ - نقود قبل الأصلاح النقدى
ب- الأأصلاح النقدى (اسبابه ودوافعه ومراحله )
ج - المسكوكات المعربة .
- السكة في العصر العباسي :
أ - المسكوكات الدعائية .
ب - نماذج من المسكوكات العباسية وما طرأ عليها من تغييرات.
- المسكوكات الطولونية .
- المسكوكات الأخشيدية .
- المسكوكات الفاطمية.
- المسكوكات الأيوبية .
- المسكوكات المملوكية.
-------------------------------------------------------------------------------------------
- توطئة :
لم تكن الوضاع السياسية والحضارية لمجتمعات الجزيرة العربية فى فترة ما قبل الأسلام قد وصلت إلى درجة تسمح لها بتكوين نظام نقدى , وتعرف بالتالى دور السك , وضرب النقود , هذا على الرغم من شيوع مهنة التجارة بين قبائلها وحواضرها الرئيسية , وتأتي على رأسها قبيلة قريش , التى كانت تزاول مهنة التجارة على نطاق واسع , وتقوم برحلتين رئيسيتين كل عام , حيث كانت تقوم برحلة شتوية الى الجنوب (اليمن) , واخرى صيفية الى الشمال(بلاد الشام والعراق), وقد كانت الجزيرة العربية تتزود عن طريق الرحلات التجارية بما تحتاج إليه من نقود قوامها الدنانير البيزنطية والدراهم الساسانية.
لم تكن للعرب سكة خاصة بهم - بأستثناء النقود المحلية كالنبطية والتدمرية والحميرية وغيرها من مسكوكات الممالك العربية الأخرى , وإنما تعاملت في فترة ما قبل الإسلام بالدنانير البيزنطية والدراهم الساسانية والفلوس البيزنطية.
لقد كانتا الإمبراطوريتين البيزنطية والساسانية (الفارسية) أكبر قوتين فى العالم فى ذلك الوقت, لذا فإن عملتيهما كانت هما الأساسيتين فى التعاملات التجارية العالمية, والأكثر شيوعا وانتشارا في المنطقة العربية , هذا وقد كانت الإمبراطورية البيزنطية تسيطر على القسم الغربي من العالم الإسلامي (الشام ومصر وشمال أفريقيا) , وكانت هذة الإمبراطورية تسير على قاعدة الذهب (Gold Standard ) , بينما كانت الإمبراطورية الساسانية تسيطر على القسم الشرقي من العالم الإسلامي (العراق وبلاد فارس والأقاليم الشرقية) , وكانت تسير على قاعدة الفضة (Silver Standard ) ,
--------------------------
قيما يلي عرض للوحدات النقدية التي تعاملت بها شعوب الجزيرة العربية فى فترة ما قبل الأسلام وصدر الأسلام..
الدينار البيزنطي :
أشتق لفظ دينار من اللفظ اليوناني Denarius وهو اسم وحدة من وحدات السكة الذهبية عند العرب , وقد عرف العرب هذة العملة الرومانية وتعاملوا بها قبل الأسلام وبعده. وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة آل عمران( آية 75) .
هذا وقد تم تعريب الدينار في سنة 77 هــ فى عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
فبعد انتصار قسطنطين على ماكسنتيوس وليسنتيوس وذلك سنة324م قرر أن يبني له عاصمة جديدة بين آسيا وأروبا, فاختار موقعها بنفسة وأسماها على اسمة ( القسطنطينية ) . زما أن أتم أعمارها (324-330) م حتى قام بضرب النقود بها, هذا وقد اعتبر أن أنحاء الإمبراطورية الشرقية تحت نفوذه المباشر , وبطبيعه الحال كان جزء من المشرق العربي من ضمن الأقاليم التي أصبحت تحت النفوذ البيزنطي , وقد جرى تداول النقود البيزنطية في المنطقة العربية ما يقاربثلاث قرون ونصف , إلى أن قامت الفتوحات الإسلامية بالسيطرة السياسية والدينية على هذه المناطق (خاصة عندما أصدر عبدالملك بن مروان 65-85 هـ 685-705م النقود العربية الإسلامية)
لقد اتصفت النقود البيزنطية بالأسلوب الدينى المسيحى , واعتبر الإمبراطور حاميا للدين والكنيسة إضافة إلى سلطاته المدنية الأخرى , وعليه نجد أن المسكوكات البيزنطية التي انتشرت فى المشرق العربي تحمل موصفات يمكن أن نجملها بالعناصر التالية:
1- صورة الإمبرطور في الوسط وفوق رأسة التاج يعلوه الصليب , سواء كان لوحدة أو مع زوجته أو مع أحد ابنائه أو على يمنية ويساره ابنيه , مع ذكر اختصار لأسمائهم , وعلى رأس كل من ابنيه تاج يعلوه صليب , وباليد اليمنى لكل منهما عصا المطرانية , يعلوها صليب فوق كرة, ويحيط بهذة الصورة دائرة خارجية (إيطار).
2- الإبقاء والمحافظة على الحرف اليوناني على المسكوكات البيزنطية .
3- الإشارات والشعارات الدينية كالصليب القائم فوق عدد من المدرجات , وفي أسفل المدرجات نقشت الحروف Cono وهي الأحرف الأولى من اسم مكان الضرب ( القسطنطينية ) وفي بعض الأحيان يستعاض عن المدرجات والصليب بصورة تقليدية (للمسيح) وعلى الوجه صورة الإمبراطور وهو يحمل الشارات والرموز الدينية, وفى أحيانا أخرى كان الظهر يحمل صورة الآلهة فكتوريا (آلهة النصر ) حاملة الشارات والرموز المقدسة , وفي جميع هذة الحالات نقش في الأسفل اختصار اسم الضرب Cono .
4- اتصفت المسكوكات النحاسية أو البرونزية بحملها لبعض الأحرف التي تدل على قيمتها النقدية .

يتبع>>>

الفلس البيزنطي :
اشتق لفظ الفلس من الكلمة اليونانية Follis وهو عملة بيزنطية استخدمها العرب , والفلس نوع من المسكوكات النحاسية أو البرونزية التي ضربت لتكون نقودا مساعدة لإجراء العمليات التجارية البسيطة , وهذا وقد اهتم العرب بوزن الفلس حتى صنعوا له حتى صنعوا له صنجات زجاجية لضبط وزنه.
يتميز وجه الفلس بوجود صورة الإمبراطور البيزنطي وفوق رأسة التاج الذى يعلوه الصليب,
أما الظهر فكانت تنقش عليه بعض الخروف التي تدل على قيمتهه النقدية, فمثلا الحرف A يدل على العدد 1 , والحرف B يدل 2على العدد والحرف I يدل على العدد 10 , والحرف M يدل على العدد 40 , وفي بعض الأأحيان يوضع الصليب فوق الحرف .
وهناك نوع آخر من الفلوس البيزنطية تميزت به الإسكندرية - التى كان لها مركز مرموق في ميدان المسكوكات منذ العصر البلطمي - وهى سكة برونزية على وجهها صورة الإمبرطور البيزنطي سواء بمفردة أو مع أحد أبنائه أو مع ابنيه , وابرز ما يميز هذا النوع من الفلوس البيزنطية المضروبة في الإسكندرية الحرفان B و I اللذين يفصل بينهما صليب وأسفلة سجلت الاحرف الأولى من اسم مكان الضرب (الأسكندرية ) باللغة اليونانية , أن معظم الفلوس البيزنطية التي ضربت في الإسكندرية قبل الإسلام كانت تحمل الحرفين B و I ليشيرا إلى قيمة القطعة النقدية وهى 12 نميا, على اساس أن الحرف B = 2 , والحرف I = 10 .
الدرهم الساساني :
هو اسم وحدة من وحدات المسكوكات الفضية , وقد أشتق اسمة من الدرخمة اليونانية أو (درم) الفارسية , والدرهم هو عملة الفرس وقد استعمله العرب في تعاملاتهم التجارية , وقد استمر فى الأستعمال في الفترة الإسلامية المبكرة إلى أن تم تعريبه في فترة التعريب التي قام بها عبد الملك بن مروان. والدرهم الإسلامي يساوي سبعة أعشار الدينار, وقد كان له مضاعفات كما كانت له أجزاء كالنصف والثلث والربع . وهو عبارة عن قطعة نقدية مستديرة من الفضة على أحد وجهيها نقش الجزء العلوي من صورة كسري الفرس الذي أمر بسكها, وتظهر صورة الوجه في وضع جانبي Profile وفوق رأسه التاج الفارسي المجنح. وتزين ملك الفرس العقود اللؤلؤية التي تلتف حول رقبته وكتفيه, كما أحاطت به عبارات بهلوية(فهلوية) , وهذة العبارات تشير إلى اسم الملك كما تشمل أحيانا على عبارات دعائية لأسرته , نقشت حول صورة كسري وفي الهامش , ويحيط بالصورة دائرتان بارزتان تتصل بالخارجية منها أربعة أهلة في وسط كل منها نجمة . أما الوجه الآخر فعليه صورة معبد النار وعلى يمينة ويسارة رجلان .- أما يقومان على خدمته أو لحراسته- والنار تشتعل, ويحيط بها مع الجنود أو الكهنة عبارات بهلوية تشير الى التاريخ , كما يحيط بهذة النقوش دوائر بارزة , تتصل بالخارجية منها أربعة أهلة وفى الوسط كل منها نجمة.

يتبع >>>>>

السكة في صدر الأسلام
عند ظهور الدعوة الإسلامية في الجزيرة العربية لم تكن للمسلمين مسكوكات خاصة بهم , وذلك راجع لإنشغال الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابة بنشر وتوطيد أركان الدين الحنيف , ولعدم إرباك الحياة الإقتصادية للمجتمع , فضلا عن ذلك فإن مجتمع الجزيرة العربية في فترة ما قبل الإسلام وعصر الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن خاضعا لسلطة مركزية يمكنها بسط سلطانها على أرجاء الجزيرة وإقامة دولة ذات كيان سياسي ذي مقومات إقتصادية قوية تمكنه بالتالي من معرفة دور الضرب , وسك العملة ,لهذة الأسباب أقر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم التعامل بالمسكوكات البيزنطية التي كانت متداولة في أنحاء الجزيرة العربية على الرغم مما تحمله من شعارات وصور ورموز دينية تتعارض مع روح الإسلام , ولعل ذلك راجع أيضا لتنظيم جباة الزكاة.
وكما أقر صلى الله عليه وسلم التعامل بالدنانير البيزنطية فإنه أقر التعامل بالدرهم الساسانية , فقد روي عن الإمام علي بن ابي طالب رضى الله عنه قوله: "زوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام أربعمائه وثمانين درهما وزن ستة".
مما سبق نستطيع القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر تداول الدنانير البيزنطية والدراهم الساسانية, وقد كانت المسكوكات الفضية المتداولة فى صدر الأسلام على نوعين:
أ - نوع يطلق عليه السود الوافية (وهى الدراهم البغلية ) وهى تزن عشرين قراطا.
ب - والنوع الثاني يطلق عليه الدراهم الطبرية , وهى تزن عشرة قراريط فقط.
وقد كانت الدنانير المتداولة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم عبارة عن قطعه مستديرة من الذهب , نقش على الوجه صورة هرقل لوحدة أو ولديه (هرقليوناس وقسطنطين ) وقد قبض كل منهم على صليب طويل وتوج رأس الصليب بصليب آخر , أما الوجة الآخر فقد حمل لصليب قائما على مدرجات أربعة تحيط بها عبارات دعائية , ونصوص تذكر مكان السك بالحروف اللاتنية.
أما الدراهم التي كانت متداولة أيام الفتح الإسلامي فقد كانت المسكوكات الساسانية الفضية,
التي حملت على أحد الوجهين صورة نصفها بوضع جانبي للملك الساساني وقد اعتمر التاج المجنح, مع عبارات باللغة الفهلوية تذكر اسم الملك وعبارات دعائية . أما الوجه الآخر فقد حمل شعار النار (المجوسية ) وعلى جانبيها حارسان (أو خادمان ), وفي هذا الوجه نصوص بالفهلوية
تذكر مكان وتاريخ السك , كما توزعت على طوق المسكوكات أربعة أهلة بوسط كل منها نجمة0.

ونقف انهارده عند السكه في صدر الاسلام
مع حبي
ايويا حضري
كليوباترا

فين التكملة ياعظيم

بجد الموضوع جامد جدا انا استفدت منه جدااااااااااااااااااااااااااااااااا Smile

» العمارة الإسلامية في مصر في العصر المبكر